عفوا ولكن .. هل أنت متطفل ! ؟
المتطفل شخص يسأل عن ما لا يعنيه ،
ويدس أنفه فى مسائل ليس له أن يقف عليها ، ويدلى برأيه من غير أن يطلب منه.
وهذا
يا صديقي من سوء الأدب ..بل هي ثلمه في إسلام المرء فعن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال :
(من حسنإ سلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .
لقد
ورد
في حكم العرب أن (لا تسأل عن مالا يعنيك ، كي لا تسمع ما لا يرضيك)
.فالتطفل
صفة مذمومة تدل على قلة الذوق ، وانعدام الشعور ، والمتطفل غير
مرحب به
،
وإذا حضر قوبل بضيق وربما بشدة ، نظرا لتدخله المستمر في كل شيء.
وأسوء
أنواع التطفل هو التطفل في التخصصات !!
يشتكي أحدهم من صداع في
رأسه ، وفي المجلس طبيب ، فيطل صاحبنا برأسه ويقول بسرعة خذ قرص من دواء
كذا . ،
ويسأل آخر عن مسألة فقهية وفي الجلسة شيخ أو طالب علم فيقول
صاحبنا كفيت
إن الرأي فيها هو كذا . فهو لا يتورع عن الفتيا ، ولا
يتردد قبل الكلام في
أمر لا يخصه.
والإنسان المحبوب يجب أن يكون
أحرص الناس على الابتعاد عن تلك الصفة البغيضة
وألا يلقي بنفسه في مجالس
لم تعد له أو لم يدعى إليها ،
وألا يتحدث في مواقف ليس أهلا لها ،
ولا يؤيد أو ينفي إخبار لم يأته نبئها.
يجب كذلك أن يكون خفيفا
كالنسمة ، حساس كالزهرة ، يقرأ وبسرعة صفحات الوجوه ويستشعر مدى حب أو
استثقال الناس لوجوده .
ويحاول دائما أن يجعل من نفسه شخصية مطلوبة .
الكل يهفو إليه وهو يقبل على استحيا .. تماما كالماء للظمأى.
لذا
فاسمح
لي يا صديقي أن أحذرك من أن تتكلم في موقف لست له أهل .. أو تقتحم
مجلسا
لم تُدعى إليه .. أو تؤيد وتنفي أخبار لم يأتك نبئها .
اعمل على أن
تكون مطلوبا لا متطفلا ، كالماء للظمأى ، يُطلب فيجود بقطرات قليلة تزيد
السامعين عطشا ورغبة في المزيد.
حتى وإن أخطأت التقدير ذات مرة ، أو
أحسست ـ ولو مجرد إحساس ـ أنك ربما تكون في المكان الخطأ ،
أو بأنك
تفوهت ما لا ينبغي لك أن تتفوه به أن تعود أدراجك سريعا ، وتعتذر في أدب
ممزوج بالحياء.
فالناس بقدر ما تمقت المتطفل بقدر ما تقدر وتحترم
وتحب الشخص الذي يمتلك شعورا يقظا ، وحسا مرهفا ، وشخصية عزيزة كريمة.