عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة ، اقرؤوا إن شئتم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } . فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني ، فأنا مولاه
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2399
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
طبعاً إذا قلت : أمة النبي أقصد الأمة التي هنا في هذا الموطن هناك أمة الاستجابة ، وهناك أمة التبليغ ، فكل إنسان بحكم ولادته ، وبحكم والديه ، وبحكم مكان ولادته ، كان من أبوين مسلمين هذا من أمة التبليغ ، قد يكون علمانياً ، قد يكون مُلحداً لكن هو من أمة التبليغ ، هذا الذي كفر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة النبي له أنه لا يهلك هلاك استئصال ، بل يعذَّب عذاب معالجة ، هذا من رحمة النبي بالكفار .
قال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( سورة الأنبياء )
قال : " من آمن تمَّت له الرحمة في الدنيا وفي الآخرة ، ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم من عاجل الدنيا من العذاب ، من المسخ، والخسف ، والقذف " .
(( ومن ترك دينا أوضياعاً فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ)) .
أي مادامت سُنة النبي صلى الله عليه وسلَّم مطبَّقةً في حياتهم فالله لا يعذبهم ، لِمَ يعذبهم ؟ يعذبهم إذا خالفوا منهج الله ، أما إذا طبَّقوا سنة النبي فهم في أمانٍ من أن يعذَّبوا ، إذاً وأنت فيهم تعني وأنك بين ظهرانيهم في حياتك ، وشريعتك في حياتهم بعد مماتك ..
أما رحمته بالأهل والعيال ، فقد روى الإمام مسلمٌ في صحيحه عن عمرو بن سعيد ، عن أنسٍ رضي الله عنه قال
ما رأيت أحداً كانأرحم بالعيالمن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ومن رحمته بأهله أنه كان يعاونهم في الأمور البيتيَّة ، كما تقدَّم عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ قَالَتْ :
((كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ)) .
ومن رحمته بالصبيان أنه صلى الله عليه وسلم "كان يمسح رؤوسهم ويقبِّلهم" . كما جاء في الصحيحين عن عائشة . قالت : " قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الحسن والحسين ابني علي ، وعنده الأقرع بن حابس التميمي ، فقال الأقرع : إن لي عشرةً ما قبَّلت أحداً منهم قط . فنظر إليه عليه الصلاة والسلام ثم قال:
( من لا يرحم لا يُرحم).
ومن رحمته دمع عينيه لفراق ولده إبراهيم ، فعن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه ـ أي في حالة الاحتضار ـ فجعلت عينا رسول الله تذرفان بالدموع ، فقال عبد الرحمن بن عوف : " وأنت يا رسول الله تبكي؟ " . فقال : "يا ابن عوف إنها رحمة" ثم أتبعها بأخرى قال :" إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
رحمته صلى الله عليه وسلم باليتيم ، فقد قال تعالى: [ سورة الضحى ]
والنبي عليه الصلاة والسلام شاءت حكمته تعالى أن يكون يتيماً تطييباً لقلوب اليتامى من بعده، فسيد الخلق ، وحبيب الحق كان يتيماً ، وكان عليه الصلاة والسلام يحسن إلى اليتامى ، ويبرهم ، ويوصي بكفالتهم ، والإحسان إليهم ، ويبيّن الفضائل المترتبة على ذلك فقد روى البخاري وغيره عَنْ سَهْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ)) .